جميعنا يُدرك أنَّ القلم اليوم لا يُشبه أي أداة نستعملها وأنه لا يزالُ يحتفظ بجوهره وأصالته، وعندما نرى قلمًا فاخرًا أو قلمًا جَذّابًا فإننا فورًا نُسارع لاقتنائِه، وحتى عصرنا الحالي لم يفقد القلم بريقه وأهميّته، فها هو يتنوّع، ولكل نوع شكل واستعمال يختلف عن الآخر، لذا عزيزي القارئ في مقالنا هذا سنمضي معًا في رحلة قصيرة لرؤية أنواع جذّابة ومُميّزة من القلم.
نبدأُ جولتنا مع قلم مُميّز لَمع اسمهُ على مدار سنوات طويلة ولا يزالُ كذلك إلى الآن، قلمُ الرصاص، وهو قلم اسطواني الشكل تتعدد استخداماتهُ بين الكتابة والرسم، ويتميّز هذا القلم ذو الأشكال الجذّابة المتعددة بقابلية مسحه، فهو مزوّد بِممحاة في نهايته، ويُصنع هذا القلم الرائع من مادة الجرافيت، وقد تمّ اختراعهُ في القرن الثامن عشر.
ماذا عن قلم الريشة؟
اشتُقّت تسمية هذا القلم الساحر من مادته التي يُصنع منها، فهو يعتمدُ على ريش الطيور كريش البجع، أما عن فكرة قلم الريشة فهي تقوم على قلم تُغمس ريشتهُ في خزان الحبر الطبيعي ليُكتب به، وبقي هذا القلم شائعًا ومُعتمدًا منذ عام 600م حتى 1800 للميلاد، ورغم تطوير أشكال حديثة منه إلا أنه وحتى اليوم يُشكّل قلم الريشة شكلًا أسطوريًا للقلم يعيدنا للماضي.
رغم أنّ قلم الرصاص والريشة وكثير من أنواع الأقلام تُعد ذات قيمة، ولاقت تطورًا في أشكالها واستعمالاتها إلا أنك بالتأكيد تبقى تبحث عن قلم مُريح، قلم لا يترك أثرًا على الأوراق، وقلم لا تحتاج لتعبئته بالحبر يدويًا لذا فالحل أمامُك، ودائمًا كانت الحاجة أُمُّ الاختراع.
قلم الحبر الجاف: ويُسمّى ذي الرأس الكروي، وهو قلم يحتوي كُرة معدنية في طرفه لتوزيع الحبر، كما أنه لا داعي للخوف من نفاذ الحبر من قلمك لأنك تستطيع وبكل سهولة استبدال أنبوب الحبر بآخر، قلم استطاع حلّ أزمة قلم الريشة، فالحبر فيه لا يجفُّ بسهولة، ولايترك أثرًا قد يُلطِّخ الأوراق.
برزت الحاجة لحل مشكلة إعادة تعبئة الحبر في القلم في كل مرّة، ومشكلة ترك أثر على الورقة وجاء الحل السحري مُتمثّلًا بقلم الحبر الجاف الذي تمَّ اختراعه على يد الصحفي الأمريكي بيرو.
واليوم حقّق القلم ذو الرأس الكروي مكانة عالية فقد أُضيف إليه مزايا تقنية عديدة، ورغم المنافسة الشديدة بينه وبين قلم الريشة الأنيق إلا أنه اليوم يغزو السوق بتصميمات لا حدود لها وبألوان مميزة وأسعار منخفضة ومناسبة، فهل تُدرك كيف لقلم صغير أن يغزو العالم بأكمله؟
أخيرًا فإن قلم الحبر الجاف ذو الرأس الكروي قُطره لا يتعدى 0.7 مليمتر أو كحد أقصى مليمتر واحد، وذلك حسب عرض الخط، وبالطبع يتوفّر من قلم الحبر الجاف الآن أنواع وأحجام مختلفة السماكة، ويُمكنك اختيار ما يلائم طبيعة استخدامه.
قلم الحبر السائل أو المُسمى بقلم الحبر الدوّار: رغم مزايا قلم الحبر الجاف ورغم تشابهه مع قلم الحبر السائل حيث يشتركان في سن الكتابة الذي يكون على شكل كُرة إلا أنّ هناك اختلافات عميقة بينهما، فما الملامح الأساسية لقلم الحبر السائل، وكيف يختلف عن قلم الحبر الجاف؟ هيا بنا لنحلَّ هذا اللُغز...
قلم الحبر السائل يختلف عن القلم الجاف من ناحية أن الحبر يكون فيه سلسًا سائلًا ويكون معبأ في الجسم الداخلي للقلم، كما أنه قلم يتسم بمرونة حركة رأسه، مما يعطي الخط حريّة التشكيل، كما يُناسب هذا القلم السائل تدوين نصوصك الأدبية وأشعارك الخاصّة، ويتميّز بإضفاء بريق ولمعان على الخطِّ.
أمّا قلم الحبر الجاف فهو قلم مُميّز ،ويمتاز بحبر سميك يدوم لفترة طويلة، كما أنه يُوفّر حلّاً عند نفاذ الحبر، حيث تستطيع استبدال الأنبوب الموجود في جسم القلم فقط، أيضًا حبر هذا القلم جاف لا يترك أثرًا على الأوراق مما يجعله مناسبًا للكتابة السريعة.
ختامًا عزيزي القارئ أيّهما تُفضّل؟ امتلاك قلم الحبر الجاف بمزاياه الرائعة، أم قلم الحبر السائل بمرونته وشكله الجذّاب؟